وعليه بحفظ هذه القلعة الّتي زفّت إليه عقيلتها الممنّعة، وجليت عليه سافرة ودونها السماء بالسّحب مقنّعة، وسلّمت إليه مفاتيحها، وخواتيم الثّريّا أقفال، وأوقدت له مصابيحها، وفتائل «١» البروق لا تشبّ لقفّال. فليبدأ بعمارة ما دعت الحاجة إليه من تجديد أبنيتها، وتشييد أقبيتها، وشدّ عقودها، وعدّ ما لا يحصى [في الذخائر]«٢» من نقودها، [وتنبيه أعين رجالها والكواكب قد همّت برقودها]«٣» ، والأخذ بقلوب من فيها، وتدارك بقية ذمائهم وتلافيها، وجمعهم على الطاعة، وبذر الإحسان فيهم إذا عرف أرضا تزكو فيها الزراعة، والتّمادي لهم: فربّ رجال تجزى عن عدّة سنين في ساعة، وتحصين هذا الحصن المنيع بما يدّخر في حواصله، ويستمد بعمارة البلاد المختصة به من واصله، وما يكون به من المجانيق الّتي لا ترقى عقاربها «٤» ، ولا توقى منها أقاربها، ولا تردّ لها مضارب، ولا يكفّ من زبانى «٥» زبانيتها كلّ ضارب، ولا يخطيء سهمها، ولا يخفى بين النجوم نجمها، ولا يعرف ما في صندوقها [المقفل]«٦» ، من البلاء المرسل، ولا ما في فخذها المشمّر السّاق من النشاط الّذي لا يكسل؛ وغيرها من الرايات الّتي في غيرها لا تشدّ، ولسوى خيرها لا تعقد، وما يرمى فيها من السهام الّتي تشقّ قلب الصّخر، وتبكي خنساء كلّ فاقدة على صخر «٧» ؛ وكذلك قسيّ اليد الّتي لا يد بها ولا قبل، وكنائن السّهام الّتي كم أصبح رجل وبه منها مثل الجبل؛ وما يصان من اللّبوس «٨» ، ويعدّ للنعيم والبوس، وما يمدّ