للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناصحة الإصفاء، ونعماءنا تديم لملابس إجلالها على أولى الخدم الإفاضة والإضفاء، وتفي بوعود جودها لمن أدام لمناهج المخالصة الاقتفاء.

ولما كان فلان هو الّذي عرفت له في مهمّاتنا خدم سالفة، وألفت منه همّة عليه خصّته بكلّ عارفة، وخوّلناه نعمنا الواكفة، وأهلناه لاستحفاظ الحصون فساعده توفّر التوفيق وساعفه، ونقّلناه في الممالك فسار سيرة حميدة اقتضت لمواهبنا لديه المضاعفة- اقتضى حسن الرأي الشريف أن نرفع محلّه بأعزّ القلاع، ونطلعه بأفق سعدها أيمن إطلاع، ونندبه لضبطها فيحسن له فيها الاستقرار ويحمد منها له الاستيداع.

فلذلك رسم بالأمر الشريف- لا زالت صدقاته تحقّق الأطماع، وهباته تفيض ملابسها الّتي ليس لها انتزاع- أن يستقرّ في نيابة قلعة دمشق ...

فليباشر النيابة بالقلعة المذكورة باذلا الاجتهاد، مواصلا للعزم والسّداد، عاملا بالحزم في كّل إصدار وإيراد، كافلا منها بحسن الاعتماد، حافظا حواصلها من الضّياع، مقرّرا أحوالها على أجمل الأوضاع، وليأخذ رجالها بالائتلاف على الخدمة والاجتماع، وليحرّضهم على المبادرة إلى المراسيم والإسراع؛ وليطالع من أمورها بما يتعين عليه لأبوابنا العالية في المطالعة ويجب لعلومنا الشريفة عليه الاطّلاع، وليراجع كافل الممالك الشامية بما جعلنا لآرائه فيه الإرجاع، وليكن له إلى إشارته إصغاء واستماع، وإلى سبيل هديه اقتفاء واتّباع، وليقف عند ما يتقدّم به إليه فبذلك يحصل له الرّشد والانتفاع، والله تعالى يجددّ عليه سوابغ نعمنا الّتي جادت بأجناس وأنواع، ويجرّد في نصرتنا حسامه الّذي من بأسه الأعداء ترهب وترتاع، ويديم له ولجميع الأولياء من صدقات دولتنا الشريفة الإمتاع؛ والخط الشريف أعلاه، حجة بمقتضاه، إن شاء الله تعالى.

وهذه وصية نائب قلعة أوردها في «التعريف» :

<<  <  ج: ص:  >  >>