طرق الكرامة، صلاة لا تزال بركاتها تؤيّد عقد اليقين وتديم ذمامه، وسلّم تسليما كثيرا.
أمّا بعد، فإن من شيم دولتنا الشريفة أن ترفع كلّ عالي المقدار مكانا عليّا، وتجعل له من اسمه وصفته قولا مسموعا وفعلا مرضيّا، وتوطّد له رتب المعالي وتزيد قدره فيها رقيّا، وتكسوهم من جلباب السّؤدد مطرفا «١» مباركا وطيّا، وتطلق لسان إمامه بالمواعظ الّتي إذا تعقّلها أولو الألباب خرّوا لطاعة ربّهم سجّدا وبكيّا.
ولما كان المجلس العالي هو الّذي أعزّ أحكام الشريعة الشّريفة وشادها، وأبدى من ألفاظه المباركة المواعظ الرّبّانيّة وأعادها، وأذاع فيها أسرار اليقين وزادها، وأصلح فسادها، وقوّم منادها «٢» ؛ وكيف لا وقد جمع من العلوم أشتاتا، وأحيا من معالم التّقى رفاتا، وأوضح من صفات العلماء العاملين بهديه وسمته هديا وسماتا، فلذلك خرج الأمر الشريف الصالحيّ العماديّ..........
قلت: وهذه نسخة توقيع بخطابته أيضا، أنشأته للشّيخ «شهاب الدين بن حاجّي» .
الحمد لله الّذي أطلع شهاب الفضائل في سماء معاليها، وزيّن صهوات المنابر بمن قرّت عيونها من ولايته المباركة بتواليها، وجمّل أعوادها بأجلّ حبر لو تستطيع فرق قدرتها لسعت إليه وفارقت- خرقا للعادة- مبانيها، وشرّف درجها بأكمل عالم ما وضع بأسافلها قدما إلا وحسدتها على السّبق إلى مسّ قدمه أعاليها.