في خدمة أسلافنا ونشأ بنوه في خدمنا، والتّقيّ الّذي يأبى دينه إلا حفظ جانب الله في الجهاد بين يدي عزيمتنا وأمام هممنا- اقتضت آراؤنا الشريفة أن نصرّح له من الإحسان بما هو في مكنون سرائرنا، ومضمون ضمائرنا، ونعلن بأنّ رتبته عندنا بمكان لا تتطاول إليه يد الحوادث، ونبيّن أن أعظم أسباب التقدّم ما كان عليه من عنايتنا وامتناننا أكرم بواعث.
فلذلك رسم أن يعاد «١» إلى الإمرة على أمراء آل فضل، ومشايخهم ومقدّميهم، وسائر عربانهم، ومن هو مضاف لهم ومنسوب إليهم، على عادته وقاعدته.
فليجر في ذلك على عادته الّتي لا مزيد على كمالها، ولا محيد عن مبدئها في مصالح الإسلام ومآلها، آخذا للجهاد أهبته من جمع الكلمة واتّحادها، واتّخاذ القوّة وإعدادها، وتضافر الهمم الّتي ما زال الظّفر من موادّها والنّصر من أمدادها، وإلزام أمراء العربان بتكميل أصحابهم، وحفظ مراكزهم الّتي لا تسدّ أبوابها إلّا بهم، والتّيقّظ لمكايد عدوّهم، والتّنبّه لكشف أحوالهم في رواحهم وغدوّهم، وحفظ الأطراف الّتي هم سورها من أن تسوّرها مكايد العدا، وتخطّف من يتطرّق إلى الثغور من قبل أن يرفع إلى أفقها طرفا أو يمدّ على البعد إلى جهتها المصونة يدا، وليبثّ في الأعداء من مكايد مهابته ما يمنعهم القرار، ويحسّن لهم الفرار، ويحول بينهم وبين الكرى لاشتراك اسم النّوم وحدّ سيفه في مسمّى الغرار.
وأما ما يتعلق بهذه الرتبة من وصايا قد ألفت من خلاله، وعرفت من