عليه وسلّم أبقى داريه، وأعلى سماء حوت ثلاثة أقمار منه ومن جارية.
ولما كان بها لبعض الولاة من الشّيعة مقام، ولهم فيها تحامل لا يجوز معه من الانتقاد إلّا الانتقال أو الانتقام، حتّى إنّه فيما مضى لمّا كثر منهم على بغض الصاحبين- رضي الله عنهما- الإصرار، واشرأبّوا في التّظاهر بسبّهما إلى هتك الأستار، دبّ من النار في هذا الحرم الشريف ما تعلّق بكلّ جدار، وأبت لها حميّة الغضب إلّا أن يطهّر ما سنّته أيدي الرّوافض بالنّار؛ فلما اتّصل بنا الآن أنّ منهم بقايا وجدوا آباءهم على أمّة، واقتدوا بهم في مذهب الإماميّة بما لا أراده الله تعالى ولا رسوله صلّى الله عليه وسلّم ولا أولئك الأئمة، وحضر المجلس العالي الأميريّ الأصيليّ، الكبيريّ العادليّ، المجاهديّ، المؤيّديّ، الزّعيميّ، المقدّميّ، الذخريّ، الكافليّ، الشّريفي، الحسيبيّ، النّسيبيّ، الأوحديّ، البدريّ، عزّ الإسلام والمسلمين، شرف الأمراء في العالمين، نصرة الغزاة والمجاهدين، جمال العترة الطاهرة، جلال الأسرة الزّاهرة، طراز العصابة العلويّة، كوكب الذّرّيّة الدّرّيّة، خلاصة البقية النّبويّة، ظهير الملوك والسلاطين، نسيب أمير المؤمنين، وديّ بن جمّاز الحسيني- أدام الله تعالى نعمته- بين أيدينا الشريفة بمحضر قضاة القضاة الأربعة الحكّام، وتذمّم «١» بأنّ مع طلوع بدره المنير لا تبقى ظلامة ولا ظلّام، وتكفّل لأهل السّنة بما أشهدنا الله به عليه ومن حضر، وتلقّى بإظهار فضل الترتيب كما هم عليه: النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثم أبو بكر ثم عمر؛ فما اختصّهما الله بجواره إلا ليثبت لهما على غيرهما إفضالا، وليجعل قبورهما في معرفة أقربهم منه درجة مثالا، لما تواترت به الأحاديث الشريفة في فضائلهما ممّا هو شفاء الصّدور، ووفاء بعهده إذ يقول:«عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ عضّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور» ؛ فلم يسعنا إلا أن نجعل له منّا تقليدا يمحو بحدّه ما حدث من أحداث البدع، ويجدّد من عهد جدّه نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم في معرفة حقّ أصحابه رضي الله