عنهم ما شرع، وثوقا بأنّه من بيت كان أوّل هذا الدّين الحنيف من دلّه «١» ، ومبدأ هذا الحقّ الظاهر ما أثّلته ومثّلته في سلفه الشريف بأقارب متّصله؛ وأنّه هو المورث من الفخار ما ورثه عن آبائه الكرام، المحدّث عن كرم الجدود بما لا يحقر له جوار أو يخفر ذمام، المشرق من الأسرة العلويّة بدرا تماما، المحدق به من الكواكب العلويّة ما يظن به أبا تسمّى وابنا تسامى، المنتخب من آباء صدق أحسن في ديارهم الصنيع، وحفظ من حسبهم الكريم ما أوشك أن يضيع، واستضاء بلامعة من هدى سلفه السابق، وهامعة من ندى ما يرويه السّحاب عن الجود والبرق عن المهارق، تهتزّ بمقدمه المدينة سرورا، وتفترّ رباها منه بنسب كأنّ على نسبه من شمس الضّحى نورا، ويتباشر ما بين لابتيها «٢» بمن يحمي حماها، ويحيّي محيّاها، وتتشوّف منه ربا كلّ ثنيّة إلى ابن جلادها، وطلّاع ثناياها، مع ما لا يجحد من أنّ له فيها من أبيه حقّ الوراثة، وأنّه لما كان هذا ثاني المسجدين احتاج إلى ثاني اثنين تعظيما للواحد وفرارا من الثّلاثة، ليكون هو ومن فيها الآن بمنزلة يدين كلتاهما تقبل الأخرى، وأذنين كلتاهما توعي درّا، وعينين ما منهما إلا ما يدرك أمرا بعيدا، وفرقدين لا يصلح أن يكون أحدهما فريدا، وقمرين لا يغلّب أحدهما على الآخر في التّسمية بالقمرين، وعمرين وكفى شرفا أن لا يوجد في الفضل ثالث للعمرين.
فرسم بالأمر الشريف العاليّ، المولويّ، السلطانيّ، الملكيّ، الفلانيّ- زاد الله به المواطن شرفا، وزاد به البواطن الشريفة حبّا وشغفا- أن يفوّض إليه نصف الإمرة بالمدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، شريكا