مبارّه ومآثره، وميّز أوقافه، وتدارك بتلافيه تلافه. وهو غنيّ عن شرح الوصايا فإنّها من آدابه تعرف، ومن بحر أدواته تغرف؛ وملاكها تقوى الله تعالى الرّؤوف، فليكن على مستحقّي هذا الوقف عطوف؛ والله تعالى يجزل له أجرا، ويجعل له ما يفعله من الخير ذخرا.
توقيع بنظر تربة أرغون شاه، كتب به «لقجا السيفي بوطا» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهو:
أمّا بعد حمد الله الّذي بلّغ الأولياء من مبرّاته الأمل والإرادة، وألقى مقاليد الأمور إلى من استحقّ بحسن مباشرته الزّيادة، والصّلاة والسلام الأتمّين الأكملين على سيدنا محمد عبده ورسوله صاحب لواء الحمد والنّصر، ومن جاءت آيات تفضيله كفلق الصّبح وجمّلت محاسنه كلّ عصر، وعلى آله وصحبه الذين نصروه فنصرهم الله، وحجبوه بأنفسهم عن البأس ولم يحجبوه عن النّاس لخفض جناحه لمولاه، والتّشريف والتّكريم، والتّبجيل والتّعظيم.
ولمّا كان فلان- أدام الله تعالى نعمته- هو المعروف بالأوصاف الجميلة، والمنعوت بالنّعوت الّتي أتت في وصفه بكلّ فضيلة، فلذلك رسم بالأمر العالي- لا زال إحسانه عميما، وفضله لذوي الاستحقاق أبدا مقيما- أن يستقرّ فلان في كذا، على عادة من تقدّمه في ذلك ومستقر قاعدته، بالمعلوم الّذي يشهد به ديوان الوقف المبرور إلى آخر وقت.
فليباشر ذلك بهمّته العليّة، ونفسه الأبيّة؛ والوصايا كثيرة وأهمّها التّقوى؛ فليلازم عليها فإنّها تحفظه، وبالسّيادة تلحظه؛ والله تعالى يكمّل توفيقه، ويسهّل إلى نجح المقاصد طريقه، بمحمّد وآله!.
توقيع بتدريس الجامع الأمويّ عودا إليه، من إنشاء جمال الدين بن نباتة،