«١» فقولا للممنوع: ما كلّ عزّ بدائم، ولا كلّ ذي طلب بكمال الوجوب قائم، ومن أين لهذه الرتبة مثل هذا الكفء الّذي اشتهر فخره، وزهت به على الأمصار شامه ومصره؟؛ وهذا الإمام، وكلّ مضاه مأموم، وهذا المقدام، تحت علم العلم وكلّ مباه مهزوم، وهذا الثّابت وكلّ ندّ مشرّد، وهذا الكامل وكل ضدّ مبرّد.
فليستمرّ على عادته الجميلة مجمّلا لزمانه ومكانه، مكمّلا في وشائع العلم ما يشي «ابن الصّباغ»«٢» من ألوانه؛ مالكا لما حررّه «الشافعيّ» ، جازما بفعل ما نصبه «الرّافعيّ» ، ساميا عن وفاء الواصف: فسواء في ذكره إسراف بيان أو إسراف عيّ، شاملا للطلبة المعتادين بعطفه، مقابلا للمستفتين بلطائفه ولطفه، باحثا عن درر الجدال بفكره إذا بحث قلم بعض المجادلين عن حتفه بظلفه، داعيا لهذا الملك الصالحيّ فإنّ دعاء العالم الصالح سور من بين يديه ومن خلفه؛ والله تعالى يجريه على خير العوائد، ويمدّه بإقبال النعم الزوائد، بمنّه وكرمه!.
توقيع بتدريس المدرسة الدماغية «٣» بدمشق، من إنشاء ابن نباتة. كتب به للقاضي جمال الدين، أبي الطّيب، الحسن بن علي، الشافعيّ؛ وهو:
أمّا بعد حمد الله رافع منادى العلم بمفرده، وبيت التّقى بقافية سؤدده،