ولطفه، ويحوطه بمعقّبات من بين يديه ومن خلفه، ويضيء بارق كلمه الصّيّب، ويطرب أسماع الطّلبة بالطّيّب من معاني «أبي الطّيّب» .
توقيع بتدريس المدرسة الرّكنية الحنفيّة بظاهر دمشق، كتب به للقاضي بدر الدين «محمد بن أبي المنصور» الحنفيّ ب «المقرّ العالي» ؛ وهو:
أمّا بعد حمد الله الّذي أطلع بدر الدّين مشرقا في منازل السّعود، وحرس سماء مجده فلا يطيق من رام جنابها الاستطراق إليها ولا الصّعود، وجعل ركنه الشديد في أيّامنا الزاهرة المشيد وظلّه الممدود، والصلاة والسلام الأتمّين الأكملين على سيدنا محمد ذي الحوض المورود، والكرم والجود، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى وأعيان الوجود، ما أورق عود، وحمدت عقبى الصّدور والورود، صلاة دائمة إلى اليوم الموعود- فإنّ أعلام الهدى لم تزل منشورة بمعالم العلماء، وأقطار الأرض ما برحت مشرقة بمن تستغفر لهم الحيتان في البحر والملائكة في السماء، وطول الأرض إلى فضائلهم أشدّ اضطرارا وأحوج إلى القرب إليهم والانتماء؛ وكان فلان- أدام الله تعالى تأييده- من بيت شهدت الأيام مفاخره، وحمد الأنام أوائله وأواخره، وأضحت عيون الزمان إلى مآثره ناظرة، وغصون الفنون بفرائده ناضرة، وأوصافه الجليلة للأبصار والبصائر باهرة، وأصناف الفضائل من إملائه واردة صادرة.
فلذلك رسم بالأمر العالي- زاده الله تعالى على العلماء إقبالا، وضاعف إحسانه إليهم ووالى- أن يستمرّ المشار إليه فيما هو مستمرّ فيه: من تدريس المدرسة الرّكنية الحنفيّة، بظاهر دمشق المحروسة، حملا على ما بيده من الولاية الشّرعية والتوقيع الشريف: رعاية لجانبه وتوقيرا، وإجابة لقصده الجميل وتوفيرا، واستمرارا بالأحقّ وتقريرا.
فليباشر ذلك مباشرة ألفت منه، واشتهر وصفها الزّكيّ عنه، وليوضّح للطّلبة سبل الهداية، وليوصّلهم من مقاصدهم الجميلة إلى الغاية، وليسلك