حكيم ما أرسل في حاجة إلّا وأذن لها بالنّجاح، ولا استؤمن عليه امرؤ باذن الإمام إلا وحقّ له [الاتصاف]«١» بالصلاح والفلاح؛ هذا وهو في الأصل مذموم، وطالبه محروم: لأنه مقسوم، والأجل محتوم، ولكن تطهيره من الدنس واجب، والحسبة في عياره حتى يغدو وبودق «٢» صفائه من الغشّ ناضب.
فليعتمد المشار إليه في شدّ هذه الجهة حسن التقوى ويلاحظ بعزمه أمورها لتكون على السّداد، ويعتمد على السّيد النّاظر فإنّه نعم العماد، ويفوّض إليه كشف الرّوباص «٣» وحكّ العيار فهو به أدرى وأحرى وأدرب بإدحاض غشّ الفساد، وليتناول معلومه المقرّر له عند الوجوب والاستحقاق، هنيّا ميسّرا خالصا من التّنازع والشّقاق، ومثله فلا يدلّ على [صواب]«٤» : إذ تقوى الله تعالى كلمة الفصل وفصل الخطاب، والله تعالى يجعلها لنا وله زادا وحرزا، وذخرا يوم المعاد وركزا «٥» وهذه نسخة توقيع بشدّ البحر «٦» بمينا طرابلس؛ وهي: