للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسم بالأمر- لا زال سيفه قاطعا من الأعداء نحرا، وأمره نافذا برّا وبحرا، وفعله صالحا دنيا وأخرى- أن يستقرّ الجناب المشار إليه في شدّ مينا البحر بطرابلس.

فليباشر هذه الوظيفة شارحا لها صدرا، فاتحا لها بحسن مباشرته الجميلة بصرا وفكرا، باعثا لها في الآفاق بمباشرته ذكرا جميلا، باحثا عمّا يتعلق بمتحصل المينا المعمورة بكرة وأصيلا، مسوّيا بين الناس فيما رزق الله وفتح، وبعث من فضله ومنح، بحيث لا يقدّم عزيزا ولا يؤخّر ذليلا، ولا يراعي في ذلك صديقا ولا خليلا.

وليقدّم خوف الله تعالى على خوف خلقه، وليسّو بين الضّعيف والقويّ فيما بسط الله من رزقه؛ وآكد ما نوصيه به تقوى الله تعالى فيما هو بصدده؛ فليجعلها في أموره الباطنة والظاهرة من عدده؛ والله تعالى يقدّمه في مباشرته لاقتناء محاسن المعروف وزبده، ويرزقه من الأجر على ما يعمله من الخير مع تجّار هذا البحر بما هو أكثر من زبده.

توقيع كريم بنيابة اللّاذقيّة، من إنشاء القاضي تاج الدين بن البارنباري، كتب به ل «- شمس الدين» ابن القاضي، ب «الجناب العالي» ؛ وهو:

الحمد لله الّذي زاد «شمس» الأولياء إشراقا، ومنحه في هذه الدّولة الشريفة إرفادا وإرفاقا، وصان الثّغور المحروسة بعزماته الّتي سرّت قلوبا وأقرّت أحداقا، وجدّدت لأوليائها من مواهبها عطاء وفاقا.

نحمده على حكمه وفعله، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تمنح قائلها مزيد فضله، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الّذي أيّده الله بملائكته المقرّبين، وشد أزره من أصحابه بالآباء والبنين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أئمّة الدّين، صلاة تمنح قائلها غرف الجنان وَالْعاقِبَةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>