الغافل لا يزال على شفا جرف هار «١» وليتّق الله في أقواله وأفعاله. والوصايا كثيرة وهو أدرب بها وأدرى، وأبواب الخيرات واسعة وهو إليها أسرع وأجرى، وليشكر الله تعالى على ما ولّاه، والاعتماد على الخط الكريم أعلاه.
وهذه نسخة توقيع بنيابة حصن عكّار «٢» كتب به ل «- ناصر الدين الكرديّ» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:
الحمد لله الّذي نصر هذا الدّين الحنيفيّ بسيّد البشر، وخصّ هذه الدولة الشريفة بالتأييد والظّفر، ووافى الأولياء بجودها الّذي لم يزل من ذمة الوفاء ينتظر.
نحمده على منّه الّذي طالما بدا في جبهات الأولياء بشره وظهر، ونشكره على جوده الّذي أغنى عن التّحجيل والغرر «٣» ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم الفزع الأكبر، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي أقام الله بسيفه الإيمان فاشتهر، وكفّ به يد الطّغيان وزجر، صلّى الله عليه وعلى آله ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإنّ أولى [الأولياء بالمناصب]«٤» من رعيت له خدم عديدة، وعرفت له في أجلّ الثّغور مباشرات سعيدة، واشتهرت شهامته وكفايته في الآفاق،