المرقب المحروس، والولاية بالأعمال الشرقيّة، وما هو منسوب إليها، على العادة في ذلك ومستقرّ القاعدة: إذ هو أحقّ بها وأهلها، وأكمل [من]«١» يجمع شتات شملها.
فليباشر ما ندب إليه من هذه الجهات مباشرة تقصر الأفكار عن توهّمها، والأبصار عن توسّمها، والخواطر عن تخيّل مبناها، و [الأذهان]«٢» عن تمثّل صورتها ومعناها، وليكن لمصالحها متلمّحا، ولأحوال رجالها متصفّحا، ولأقدار جهاتها مربحا، وللخواطر بأداء أحوالها على السّداد مريحا، ولوظائفها مقيما، وللنظر في الكبير والصّغير من مصالحها مديما، ولحرمتها مضاعفا، وعلى كلّ ما يتعيّن الاحتفال به من مهمّاتها واقفا، ويعدّ للعدوّ المخذول عند تحرّكه العزم الشديد، ويهجر لبس الوشي ويتألّف لبس الحديد، ويتّخذ ظهر جواده مستقرّه العتيد، ويشمّر للجهاد ذيلا، ومعاذ الله أن يميل عنه ميلا، ويبسط العدل للرّعيّة، ويعاملهم المعاملة المرضيّة، ويحسن إلى الأمراء البحريّة «٣» ، ويلاحظ مصالحهم في كلّ قضيّة، ويتفقّد الرّجال، وأرباب الأدراك «٤» والشّواني ويحذّرهم من الإهمال، ويأمرهم باليقظة والاحتراز في اللّيل والنهار وسائر الأحوال، وليعمل ما يحتاج إليه من آلات الجهاد وليكن على حذر مما يتجدّد كلّ يوم، وليوقع الرّهبة في قلوب الأعداء بخيله في اليقظة وخياله في النّوم، ويتفقّد المواني في سائر الأوقات في اللّيل والنهار، وليحذّر أمراء الأيزاك من الغفلة فإن