الحمد لله الّذي جعل هذه الدولة الشريفة مقرونة بالتأييد والنّجاح، ووفّق أولياءها إلى سلوك سبل السعادة وشيّدها بالصّلاح، وخوّلهم في أيّامها المراتب العلية ليبتهلوا بأدعيتهم وبدوامها في المساء والصّباح.
نحمده على نعمه الّتي لا يبرح مخلصها في ازدياد وارتياح، ونشكره على آلائه شكرا نستحقّ به المزيد كما أوضح في القرآن أكمل إيضاح، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة معلنة بالفلاح، وأنّ محمدا عبده ورسوله الذي أنزل عليه في محكم كتابه العزيز: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ
«١» صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغرّ الكرام الأشباح «٢» ، ما ترنّم طائر على غصن وحيعل الدّاعي إلى الفلاح، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإن أولى من عدقت به نيابة أجلّ المعاقل والثّغور وفوّضت إليه، وعوّل في حفظها ومباشرتها الحسنة الجميلة عليه- من عقدت على حزمه الخناصر، وورث الشّجاعة والشّهامة كابرا عن كابر، وهو الّذي نما فرعا وزكا [أصلا]«٣» ، وفاق في المكارم على نظرائه قولا وفعلا، فأضحى وافر الثّناء واضح الغرر، شاهدا له به العين والبصر.
ولما كان فلان هو المنعوت بهذه الصّفات، والموصوف في مواقف الحروب بما لديه من الثّبات والوثبات، المشكورة خدمته، شاما ومصرا، المشهورة بين الهمم همّته، برّا وبحرا.
فلذلك رسم ... لا زالت مراسيمه الشريفة مبثوثة بالعدل والإحسان، ومعدلته تستدعي بدوام دولته الشريفة لسان كلّ إنسان- أن تفوّض إليه نيابة قلعة