للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا كان فلان- أدام الله عزّه، وأنجح قصده- هو المنعوت بصفات السّداد، المشهور بالنّهضة والشّجاعة في هذه البلاد، الذي حوى المكارم والإفضال، ووافق خبره خبره في سائر الأحوال.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال شهاب فضله ساطعا، ونور إحسانه لامعا- أن يستقرّ المجلس العالي الشّهابيّ المشار إليه في ولاية الأعمال الحصنيّة والمناصف «١» عوضا عمّن بها، على عادته وقاعدته: لأنّا وجدناه شمس أعيان الأماثل، وألفيناه قليل النّظير والمضاهي والمماثل، وعليه عقدت الخناصر، واتّفقت الآراء الثاقبة في الباطن والظاهر، ولما جمع من كرم الشّيم وجميل الخلال، وحاز من النّباهة الرفيعة الذّرا المديدة الظّلال.

فليتوجّه إلى محلّ ولايته، وليظهر ما أكمنه من العدل والإنصاف في ضمائره بحسن سياسته، ولينصف المظلوم ممّن جار عليه واعتدى، ويتّبع في ذلك ما يوضّح له من طريق منار الهدى، وليبسط المعدلة ويمدّ باعه، وليبد الظّلم ويقصم ذراعه، وليصرف همّته في عمارة البلاد، وتأمين العباد، وسلوك سبل الرّشاد، وليجتهد في سدّ الخلال، وإصلاح ما فسد بغيره من الأحوال، وليجعل تقوى الله محجّته، واتّباع العدل حجّته، وسلوك الحقّ عدّته، فقد جاءت التّقوى في التنزيل مؤكّدة، ووردت في كثير من السّور مردّدة؛ والله تعالى يعينه على ما ولّاه، ويحرسه ويتولّاه، بعد الخط الكريم أعلاه.

وهذه نسخة توقيع بنيابة قلعة المرقب «٢» والولاية بها، كتب به لصلاح الدين «خليل» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>