للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دائمة تزيد مردّدها عزّا وإكراما- فإنّ الاهتمام بكلّ جهة هو على قدرها، والعناية بقطرها.

ولما كانت مدينة جبلة المحروسة مخصوصة بمقام بر [كات السيد السّند] «١» الزّاهد الّذي ترك الدّنيا والأهل والولد، والوليّ المبرّز في عبادة الخالق، والمتوكّل الّذي لم يدّخر قوت ساعة لساعة اعتمادا على الرّزاق- تعيّن النظر في أمرها وحفظها من العدوّ المخذول، وإن كان بهذا السّيّد السّند قد تبين حفظها، وكان فلان ممّن باشرها فأحسن فيها المباشرة، وكلأ حفظها بيقظته وعينه السّاهرة- اقتضى رأينا أن نعيده إليها، ونسبغ ظلّه عليها.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال حسامه قاطعا من الأعداء نحرا، وفعله صالحا دنيا وأخرى- أن يعاد المشار إليه إلى تقدمه العسكر المنصور بجبلة المحروسة، عوضا عمّن بها، وعلى عادته وقاعدته.

فليعد إليها عود الحسام إلى غمده، والماء إلى منهل ورده، وليقدّم خيرة الله في المسير إليها، وليبسط العدل ليأمن أهلها بقدومه عليها، وليكرم من بها من العسكر المنصور، ويحسن إلى الرّعيّة بها ليصبح خير مشكور، ولينصف المظلوم ممّن ظلمه، وينشر للشّرع الشريف علمه، وليخلّص الحقّ من القويّ والضّعيف، والدّنيّ والشريف، وليلزم من بهذا الثّغر بعمل اليزك المعتاد، والتّيقّظ لأمر العدوّ المخذول ومضاعفة الاجتهاد، وليلازم تقوى الله تعالى في الأقوال والأفعال، والله تعالى يمنحه من فضله ما يرجو من الآمال.

وهذه نسخ تواقيع لأرباب الوظائف الدينية بطرابلس.

توقيع بنظر الحسبة بطرابلس، كتب به للقاضي «ناصر الدين بن شيصة» ؛ وهو:

<<  <  ج: ص:  >  >>