للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله مبشّر الصابرين، وموصّل الأرزاق على يد أصفيائه من العالمين، ومعيد كلّ وليّ إلى منصبه ولو بعد حين.

نحمده على فضله المبين، ونشكره على أن جعلنا من عباده المؤمنين، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة ندّخرها ليوم الدّين، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، الذي أرسله بواضح الحجج ومحكم البراهين، وأنزل عليه كتابا عربيّا مبين «١» ، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الغرّ المحجّلين، صلاة مستمرّة على ممرّ الأيام والشّهور والسّنين، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى من غزّرنا موادّ رفده، وأجزلنا له حظوظ سعده، وبلّغناه من إقبالنا غاية قصده، وحمدنا تصرّفه من قبل عندما رسم لما جدّد [من] «٢» بعده، وأعدناه إلى رتبة ألفت منه حسن السياسة والتّدبير، وعرف فيها بالكفاية والصّيانة ويمن التأثير- من له ولسلفه في المباشرات الجليلة يد طولى، فكان بوظيفته أحقّ وأولى.

ولما كان المجلس العالي هو المتّصف بصفات الكمال، المشكور في سائر الأحوال، فلذلك رسم بالأمر- أنفذه الله في الآفاق، وأجراه بصلة الأرزاق- أن يعاد فلان- أدام الله نعمته- إلى نظر الحسبة الشريفة بالمملكة الطّرابلسيّة على عادته وقاعدته، مضافا إلى ما بيده من بيت المال المعمور: لأنه الفاضل الذي لا يجارى، والعالم بأحوال الرّعيّة فلا يناظر في ذلك ولا يمارى، والفيلسوف الّذي يظهر زيف كلّ مريب، والنّحرير «٣» الذي بخبرته يسير كلّ حبيب ولبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>