جزى الله عنّا جعفرا حين أزلقت «١» ... بنا نعلنا في الواطئين «٢» فزلّت
أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمنّا ... تلاقي الّذي لا قوه «٣» منّا لملّت
هم أسكنونا في ظلال بيوتهم ... ظلال بيوت أدفأت وأكنّت
قال الماورديّ: وإلى ما رأى أبو بكر رضي الله عنه ذهب عليّ رضي الله عنه في خلافته، وبه أخذ الشافعيّ ومالك.
وكان عمر رضي الله عنه يرى التفضيل بالسابقة في الدّين، حتّى إنه ناظر أبا بكر رضي الله عنه في ذلك، حين سوّى بين الناس، فقال: أتساوي بين من هاجر الهجرتين وصلّى إلى القبلتين وبين من أسلم عام الفتح خوف السيف؟! - فقال أبو بكر: إنما عملوا لله، وإنما أجورهم على الله، وإنما الدّنيا [دار]«٤» بلاغ [للراكب]«٥»
، فقال له عمر: لا أجعل [من قاتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كمن قاتل معه؛ فلما وضع الديوان جرى]«٦» على التفضيل بالسابقة؛ ففرض لكلّ رجل شهد بدرا من المهاجرين [الأوّلين]«٧» خمسة آلاف درهم كلّ سنة، ولكل من شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف درهم «٨» ، ولكلّ رجل هاجر قبل الفتح ثلاثة آلاف درهم، ولكلّ رجل هاجر بعد الفتح ألفين؛ وفرض لغلمان أحداث من أبناء المهاجرين والأنصار أسوة من أسلم بعد الفتح؛ وفرض للناس على منازلهم، وقراءتهم القرآن، وجهادهم بالشام والعراق؛ وفرض لأهل اليمن وقيس: لكل رجل من ألفي درهم إلى ألف درهم، إلى خمسمائة درهم، إلى ثلاثمائة درهم «٩» ، ولم ينقص