تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس وكورها، فقال أبو هند:[هذا محلّ ملك العجم]«١» وكذلك يكون فيها ملك العرب وأخاف أن لا يتمّ لنا هذا، فقال تميم:
فنسأله بيت جبرين وكورتها، فقال أبو هند: هذا أكبر وأكبر. فقال: فأين ترى أن نسأله؟ فقال: أرى أن نسأله القرى التي تقع فيها تلّ مع آثار إبراهيم، فقال تميم: أصبت ووفّقت- قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لتميم: «أتحبّ أن تخبرني بما كنتم فيه أو أخبرك؟» - فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا- فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:«أردتم أمرا فأراد هذا غيره» ونعم الرأي رأى- قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقطعة جلد من أدم، فكتب لنا فيها كتابا نسخته:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
«هذا [كتاب] «٢» ذكر [فيه]«٣» ما وهب محمد رسول الله للدّارييّن؛ إذا أعطاه الله الأرض، وهب لهم بيت عينون وحبرون «٤»[والمرطوم]«٥» وبيت إبراهيم بمن فيهنّ لهم أبدا «٦»«شهد عبّاس بن عبد المطّلب، وجهم «٧» بن قيس، وشرحبيل بن حسنة، وكتب» .
قال: ثم دخل بالكتاب إلى منزله [فعالج]«٨» في زاوية الرّقعة وغشّاه بشيء لا يعرف، وعقده من خارج الرّقعة بسير عقدتين، وخرج إلينا به مطويّا وهو يقول: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ