للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«اعلموا أن صناعة الإنشاء أرفع، وصناعة الحساب أنفع؛ وقلم المكاتبة خاطب، وقلم المحاسبة حاطب «١» ؛ وأساطير البلاغات تنسخ لتدرس، ودساتير الحسبانات تنسخ وتدرس «٢» ؛ والمنشيء جهينة الأخبار «٣» ، وحقيبة الأسرار، ونجيّ العظماء، وكبير النّدماء؛ وقلمه لسان أسرار «٤» الدّولة، وفارس الجولة، ولقمان الحكمة، وترجمان الهمّة؛ وهو البشير والنّذير، والشّفيع والسّفير، به تستخلص الصّياصي «٥» ، وتملك النّواصي، ويقتاد العاصي، ويستدنى القاصي؛ وصاحبه بريء من التّبعات، آمن كيد السّعاة، مقرّظ بين الجماعات، غير معرّض لنظم الجماعات» «٦» .

فهذه أرفع المراتب، وأشرف المناقب، التي لا يعتورها شين، ولا يشوبها مين؛ وصدر الكلام يقتضي التّرجيح، ويؤذن بالتّرشيح؛ والرّفع، أبلغ في الوصف من النّفع؛ فقد ينتفع بالنّزر اليسير، ولا يرتفع إلا بالأمر الكبير، على أنّه لو اعتبر نفع كتابة الإنشاء لكان أبلغ، وإقامة الدّليل عليه أسوغ؛ وأنّى لكتّاب الأموال، من التأثير في فلّ الجيوش من غير قتال، وفتح الحصون من غير نزال؛ فهذه هي الخصّيصى»

التي لا تساوى، والمنقبة التي لا تناوى:

<<  <  ج: ص:  >  >>