فعند ذلك ذهب روعي، وقوي روعي «١» ؛ وقلت: فهل له أتباع من الكتّاب فأتعلق بحبالهم، وأتأسّى بهم في أقوالهم وأفعالهم؟ لكي أتّسم بسمة الكتّاب، وأثبت في جملة غلمان الباب، قال: أجل! رأس الدّست الشريف صنوه الكريم، وقسيمه في حسبه الصّميم؛ به شدّ عضده، وقوي كتده «٢» ، فاجتمع الفضل له ولأخيه، وورثا سرّ أبيهما «والولد سرّ أبيه» ؛ ثم كتّاب ديوان الإنشاء جنده وأتباعه، وأولياؤه وأشياعه؛ وكتّاب الدّست منهم أرفع في المقام «٣» ، وكتّاب الدّرج أجدر بالكتابة وصنعة الكلام.
قلت: القسم الثاني أليق بمقداري، وأقرب إلى أوطاري؛ ثم ودّعت صاحبي شاكرا له على صنيعه وحامدا له على أدبه، وتركته ومضيت وكان ذلك آخر العهد به؛ ثم عدت إليه هو فرفعت إليه قصّتي، وسألته الإسعاف بإجابة دعوتي، فقابلها بالقبول، وأنعم بالمسؤول، وقرّرني في كتابة الدّرج الشّريف، واكتفى بالعرف عن التّعريف؛ وطابق الخبر الخبر، واستغنيت بالعيان عن الأثر؛ ثم قمت عجلا، وأنشدت مرتجلا:
إذا ما بنو الفاروق في المجد أعرقوا، ... ونالوا بفضل الله ما لا كمثله