لن أبالي إن قيل الخوارز ... ميّ أخطا فعله أو أصابا!
فقالت الجماعة: بل أصبت، ووجدت ما طلبت؛ وقديما كنا ننشر أعلاقك، ونتمنّى اتّفاقك، ونتداول أوصافك، ونحب مضافك؛ ونكبر لديه ذكرك، ونعظّم لديه قدرك، فيتحرّك منك ساكنه، وتتقلقل بك أماكنه، ونسأل الله سبحانه أن يجمع بينك وبينه بمحضرنا، وتلامح عينك عينه بمنظرنا، ويلتفّ غبارك بغباره، ويمتزج تيّارك بتيّاره، ويختلط مضمارك بمضماره، فيعرف منكما السّابق والسّكيت، والسّوذانق والكعيت «٢» ، ويتبيّن من الذي يحوي القصب؛ فإنكما كما قال الشاعر:
هما رمحان خطّيّان كانا ... من السّمر المثقّفة الصّعاد
تهال الأرض أن يطا عليها ... بمثلهما نسالم أو نعادي!
فقال [بعض الجماعة]«٣» لقد تنكّبتم الإنصاف، وأخطأتم الاعتراف، وأبعدتم القياس، وأوقعتم الالتباس؛ أين ابن ثلاثين، إلى ابن ثمانين؟ وابن اللّبون، من البازل الأمون «٤» ؟ والرّمح الرّازح، من الجواد القارح، والكودن المبروض «٥» ، من المجرّب المروض.