للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعادِّينَ

«١» ، فاستفهم من كبيرهم عن عدّة المغل كم من قتيل، فقال: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ

«٢» وقال بعضهم ممن عدّهم وممّن عنده علم من الكتاب «٣» : أنا عددت ستّة آلاف وسبعمائة وسبعين نفرا وضاع الحساب؛ هذا: غير من آوى إلى جبل يعصمه من ماء السّيوف فما عصمه، وغير من اعتقد أن فرسه تسلّمه «٤» فأسلمه:

[فلقد غدوا خلل الرماح كأنما ... غضبت رؤوسهم على الأجسام

أحجار ناس فوق أرض من دم ... ونجوم بيض في سماء قتام] «٥»

فتركهم مولانا السلطان ومضى والفلوات مزرعة لجسومهم، والدّود- لأنّها مؤمنة وهم كفّار- وقد أثّرت كالنواسر في لحومهم، فرسم مولانا السلطان بتقدّم الأثقال والحرّاس والدّهليز «٦» المنصور صحبة الأمير بدر الدّين الخزندار، والدّخول في «أقجه دربند» ، وأقام مولانا السلطان في ساقة العسكر المنصور بقيّة يوم السّبت ويوم الأحد:

فهو يوم الطّراد أوّل سابق ... وهو يوم القفول آخر سائق!

وانتظر في هذين اليومين صيدا من العدوّ يعنّ، وما من دماءهم إلى السّيف يحنّ؛ فلمّا لم يجد أحدا رحل في يوم الاثنين فنزل قريبا من الخان الذي في الدّربند، وركب يوم الاثنين من طريق غير التي حضر منها، فسلك طريقا من الأوعار يبسا، وسلك من قلل الجبال في هضاب كأنّ كلّا منها ألف حملت من الأنجم قبسا؛ فقاسى العالم في هذا اليوم من الشّدّة ما لا يدخل في

<<  <  ج: ص:  >  >>