ثم ما على سيّدنا الوزير، مع اصطحاب البمّ والزّير «١» ، ونفاق سوقه، وانغماسه في فسوقه، واتّصال صبوحه بغبوقه، وتخلّيه في البهو، للّعب واللهو، من ظهر غيّ يركب، وذي يسار ينكب، وساع يشي، وراع يرتشي، ورسوم حيف تجدّد، وسوآت تعدّد، ما يضرّه من شكوى الجارح البغاث «٢» ، وصريخ لا يغاث، ووال يعسف بأهل مصره، وإن شركه في إصره، وقاض لا ينصف الرّعية، ولا يتّبع القضايا الشّرعية، وفقيه يسفّ إلى تحصيل عرض زائل، وتعجيل غرض من سائل؛ ماله ولحفظ المال، ومحاسبة العمال؟:
أم ما على العامل نمس الدّجاج ... إن نقص الكرم وزاد الخراج؟
عليه أن يحصل في كمّه ... شيء وإن أخلى جميع الخراج
وهو خراج عند ما ينتهي ... يبطّ بالمبضع ما في الخراج!!
شغلهم بالشّهد المشور، لا بمشهد يوم النّشور، وقصدهم الجمع والاكتساب، ومتى الجمع والحساب، إنما هو مال يحتقب «٣» ، لا مآل يرتقب، وفساد في الأرض، لا إعداد ليوم العرض:
وإنّي لأرثي للمراتب تحتوي ... عليها قرود فوقهن برود
سراع إلى السّوآت فيما يشينهم ... ولكنّهم عما يزين ركود
يقاظ إذا ما ثوّب اللّؤم داعيا ... وعند نداء المكرمات رقود
وما غرّني إلّا جلاوز حولهم ... وإلا قيام بينهم وقعود
لقد حسدوا ظلما على ما أتاهم ... وهل لأخي نقص يسود حسود؟
وللسّيّد المحسود كفّ عن العلى ... تذود وأخرى بالنّوال تجود
لحا الله دنيانا التي ضلّ سعيها ... وفيها علينا بالضّلال شهود.