للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا صغّرت كاسم الحسين محلّة ... علت وعلا فيها يزيد يزيد

إنما الصّدر من صدّره كماله، وحسنت أعماله، وجرّد العزمات، فشرّد الأزمات، ونفى بذبّه الكربات، واصطفى لربّه القربات، فسهّل الغنى، وأفعم الإنا، ووضع مواضع النّقب الهنا؛ فهو يهشّ للنّوال، ويبشّ عند السّؤال؛ لا يشوب ورده القذا، ولا يبطل منّه بالمنّ والأذى؛ يبشر بشره بمحاسن الأخلاق، وينشر نشره الطّيّب في الآفاق، ويحسم بدواته داء الإملاق، ويحرز بقصبته قصب السّباق:

يجرّدها من مثل وفضة نابل ... أجنّتها من نافذات المعابل

وفي خطّه المنسوب تزري شباتها ... بلهذم منسوب إلى الخطّ ذابل

وإن بذرت عن حبّة القلب أنبتت ... من البرّ قبل البرّ سبع سنابل!!

دؤوبه لإقالة العاثر، وعمارة الدّاثر، وإشاعة المآثر؛ همّه في معضلة تراض، ومعدلة تفاض، وخلل يسدّ، وجلل يصدّ، وعان بظهره يعان، وعات بقهره يهان؛ بابه مفتوح، وخيره ممنوح، وما أقلّ اللّائم، لمن أكثر الولائم، وأغفل الجادب، لمن صنع المآدب، وأخلص الإخاء، لمن استخلص السّخاء، فبذل الرّغوة والصّريح، والسّنام الإطريح «١» ، لا كمن يشحّ بالقتار، لفرط الإقتار، ويضنّ بالوضر «٢» ، على المحتضر؛ ويبخل بالعراق «٣» ، عمّن روحه في التّراق، ويسرّ الغميرة «٤» ، لمن يبتغي الميرة، ويبطن الدّاء، لمن ينتظر الغداء، ويسعر الأحشاء، لمن ترقّب العشاء:

<<  <  ج: ص:  >  >>