للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذهب، ما ثبت في الصحيح من أنه من قال: مطرنا بنوء كذا فهو كافر بالله مؤمن بالكوكب؛ على أنك في الحقيقة نوع من أنواعي، معدود من جندي ومحسوب من أتباعي؛ نعم أنا القائم من دليل الاعتبار في القدرة بتمام الفرض، والقائد بزمام العقل إلى التّفكّر في خلق السموات والأرض؛ عنّي يتفرّع علم الزيجات والتقاويم الذي به يعرف موضع كلّ واحد من الكواكب السّيّارة ومدّة إقامتها، وزمن تشريقها وتغريبها ومقدار رجوعها واستقامتها، وحال ظهورها واختفائها في كلّ زمان، وما يتّصل بذلك من الاتّصال والانفصال والخسوف والكسوف واختصاص ذلك بمكان دون مكان.

فقال «علم كيفيّة الأرصاد» : ما علم الزّيجات والتّقاويم الذي تقدّمه في الذّكر عليّ، وتؤثره من الفضل بما لديّ؛ إذ بي تتعرّف كيفية تحصيل مقادير الحركات الفلكيّة، والتوصّل إليها بالآلات الرّصدية، التي عليها يترتب علم الزّيجات، ويعرف في التقويم الاتّصالات والانفصالات والامتزاجات، مع ما يلتحق بي من «علم الكرة» الذي منه تعرف كيفية اتخاذ الآلات الشّعاعيّة، ويتوصّل به إلى استخراج المطالب الفلكيّة.

فقال «علم المواقيت» : كيف وأنا سيّد علوم الهيئة وزعيمها، وشريفها في الشريعة وكريمها؛ بي تعرف أوقات العبادات، وتستخرج جهة القبلة بل سائر الجهات، وتعلم أحوال البلدان ومحلّها من المعمور في الطّول والعرض، ومقادير أبعادها وانحراف بعضها عن بعض، مع ما ينخرط في هذا السّلك من معرفة السماوات وارتفاع الكواكب، ومطالعها من أجزاء البروج والطّالع منها والغارب، وغير ذلك من الشّعاعات المخروطة، والظّلال القائمة والمبسوطة، إلى غير ذلك مما يلتحق بي، وينسب إليّ ويتعلّق بسببي:

من علم «الآلات الظّلّيّة» التي تعرف بها ساعات النهار، ويظهر منها الماضي والباقي بأقرب ملتمس وألطف اعتبار، من نحو الرّخامات القائمات، والمبسوطات منها والمائلات.

<<  <  ج: ص:  >  >>