عن تلك الأسئلة بأجوبة فتكتب، وتارة لا يجاب عنها، بحسب ما تقتضيه الحال.
وهذه رسالة كتبها الشيخ جمال الدين بن نباتة المصريّ إلى الشيخ شهاب الدّين محمود الحلبيّ صاحب ديوان الإنشاء بالمملكة الشّامية، وقد بلغه أن بعض أهل الديوان نال منه، وأن الشيخ شهاب الدّين المذكور ناضل عنه ودافع، فكتب إليه يشكره على ذلك ويسأل كتّاب الدّيوان عن أسئلة بعضها يرجع إلى صنعة الإنشاء، وأكثرها يرجع إلى فنّ التّاريخ. وقد بيّنت بعضها ونبهت عليه في مواضعه في خلال هذا الكتاب، وهي:
لا يخرج الكره منّي غير نائبة «١» ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني!
الاستفتاح ب «لا» تيمّن ببركة الشّهادة، وهي ههنا مقراض يقطع من العيب المدّة ويحسم المادّة؛ فحسم الله عن سيدنا الإمام العلّامة القدوة، شهاب الدّين، مكمّل الآداب، وملك الشّعراء والكتّاب، شرّ كلّ عين حاسد ولو أنها عين الشّمس، وحماه عن مدّ ألسنة ذوي الاغتياب والارتياب من الهمج والهمس، وهيّأ له أسباب الخير حتى يكون يومه فيه مقصّرا عن الغد زائدا على الأمس، واستخدم له الأقدار حتّى تكون فرائض تقبيل أنامله العشر عندهم كفرائض الخمس، وجعل ما يردّ عنه العين من العيب- بعد شأنه عن المتناول- وقاية عن اللّمس، حتّى يكون المعنيّ بقول القائل: