وعلام يطوّل الكاتب باء البسمله؟، ولا يثبت إلا قليلا واو الحسبله؟، ولا يحمدل ولا يبسمل على ما ألف، وكيف يعلّم في بعض السّجعات على الأسماء المقصورة بالياء والأصل فيها الألف؟؛ وأسأله كيف يصف القراطيس والأقلام ويستدعيها؟، والسّكّين والدّواة ويستهديها، وكيف يكتب ملك طلب منه عدوّ قطيعة عن جيشه يعطيها؟، وكيف يكتب عن خليفة استسقى ولم يمطر؟، وخليفة صارع فصرع كالمعتصم وكيف يعذر؟، وما الذي يكتب في نار وقعت في حرم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ وما الّذي يكتب عن المهزوم إلى من هزمه في معنى ركونه إلى الإحجام؟، وكيف يهنّي خليفة خلع فرجع، وغرّب عن السّجن وطلع؟، وأسره العدوّ ثم تخلص واستقام بعد ما نهضه الدّهر بمرض، أو تمرّض فانتهض؟، وكيف يهنّي من زوّج بعد موت أبيه أمّه، ويعزّي والدا قتل ولده وولدا قتل والده ويصوّب حكمه؟، ويكتب عمن حاصر حصنا وتركه بعد تسهيل المسالك، وكيف يكتب في نيل لم يوف لا أحوج الله لذلك؟، ويعزّي كافرا عن بعض الأعزّاء الألزام، وينشيء عهد يهوديّ بوزارة أمير المؤمنين عليه السّلام؟، ويكتب تقليدا لثلاثة أو أربعة من الحكّام، ويستنجد بأموال أو مساكين (؟) من عدوّ كافر على كافر؟ ويبشّر عدوّا بأخذ بلاده منه، ويعتذر عن ملك أخذت شوانيه وحجزت عنه؟، ويهنّي خصيّا بزواجه، ويعتذر عمن فرّ وترك ولده تحكم الظّبا في أوداجه؟، ويكتب لملك بنى مباني فاحترقت أو وقعت، أو أجرى خيول رهان فسبقت خيله وانقطعت؟، أو خرج لصيد فلم يجد ما يصاد، أو لبرزة بندق احتفل فيها ولم يصرع شيئا من الواجب المعتاد؟، أو ركب أوّل يوم من تملّكه فتقطّر «١» به الجواد، أو وضعت له أنثى فضّلها بكلام على ما يرجوه من ذكور الأولاد.
ومن ههنا أكفّ القلم عن شوطه، وأرفع عنه ما وضعه اللسان من سوطه، خوفا من الملال والصّخب، وكفى بالغرفة عن معرفة النهر.