فلما تمّ ما ذكرته، وأبدأته وأعدته، وردت رقعة سيّدنا على عقابيل «١» هذه الوقعة التي وقعت، وصدّت عن الجواب ومنعت، واقتضى بي الحال كتب هذه الخرافة وإن تشبّثت بأذيال الجدّ، فأخرجتها مخرج الهزؤ وإن دلّت على حوز قصبات المجد، ليعلم أن في الزّوايا خبايا، وإذا صحّ أنّ الأصول عليها تنبت الشّجر «فأنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا» .
هذا: وإن أبقى قراع الخطوب في حدّي فلولا، «فالفحل يحمي شوله معقولا»«٢» ؛ ولقد تجمّعت الخطوب عليّ من كلّ وجهة وأوب، وطرقت الرّزايا جنابي من كلّ صوب، وجريت مع الخطوب كفرسي الرّهان، وما هممت بمقصد إلا سقط بي العشاء على سرحان؛ وبكل حبل يختنق الشّقيّ، ولعمرك ما يدري امرؤ كيف يتّقي؛ والجلد يرى عواقب الأمور فيحمد عند النّجاح عقبى السّير وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
«٣» .
تجوز المصيبات الفتى وهو عاجز ... ويلعب صرف الدّهر بالحازم الجلد
فسطّرت هذه الأحرف إلى سيّدنا ليوافق خبري عند أصحابه خبره، و «من يشتري سيفي وهذا أثره» واعلم أنها سيضرب بها في بابها المثل، وقد «أوردها سعد وسعد مشتمل»«٤» .
وهذه رسالة في الشّكر على نزول الغيث، من إنشاء أبي عبد الله