للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقصب بالجيزة وقد شرب ماء النّزّ فهو بئس الشّراب، والقصب ببولاق لم ينجه من مشاهدة الغرق إلا كونه غاب، والفارسيّ بالبساتين وقد ترجّل ووقع فأرانا كيف تكسير الأقصاب؛ وقيل للآس: عالج جيرانك بالغيطان فالنّاس بالنّاس، وبادر إلى جبر ما كسر فالحاجة تدعو المكسور في الحالين إلى الآس.

هذا وأنا مقيم بالروضة «١» إذ زهت على سائر الرّياض، وسلّم جوهر حصبائها من أكثر هذه الأعراض؛ وإن اعتلّت بالاستسقاء فهو عين الصّحّة كما ينسب السّقم إلى العيون المراض، أو كما قال المملوك قديما من قصيدة في بعض الأغراض:

وقائل: في لحاظ الغيد باقية ... من السّقام وما ضمّت خصورهم

وفي النّسيم فقلت: الأمر مشتبه ... عليك فالزم فأنت الحاذق الفهم

قلت الصّحيح ولكنّي بموجبه ... أقول: تلك دواة برؤها السّقم!

قد أحاط بها النّيل إحاطة المراشف باللّما، فأشرقت ضياء بين زرقته فكأنّها البدر في كبد السّما:

بصحن خدّ لم يغض ماؤه ... ولم تخضه أعين النّاس!

متعطّش مع هذا الطّوفان لريّاك، متشوّف وإن كنت مغازل النّجوم الأرضية والسّمائيّة يا بدر لرؤياك؛ لكنّي يسليني أني ما نظرت إلى النّيل إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>