نحرها، ورغب كلّ منها أن يكون له بذلك أوفر القسم، وترجّى أن يكون هو المكتوب له في القدم.
ومدّ يده نحو السّما، فأصاب مرزما؛ فيا له من صيد فاق به على الأكابر الصّيد! ويا له من يوم صار بنحر الطّير يوم العيد!! قام فيه بواجب ما شرعه الرّماة من الشّرع، وذكّرنا بهذا الصّرع يوم ذلك الصّرع؛ فلا زال سهمه مسدّد الأغراض، وجوهره محميّا من الأعراض؛ يجري بمراده المقدور، ويطيعه في سائر الأمور.
وقد نظمت مخمّسا مشتملا على ذكر طيور الواجب، وطرّزته باسمه، لأن هذه القدمة قد قدّمت له وجعلت برسمه؛ غير أني أعتذر عنها، لعدم مادّة عندي أستمدّ منها:
جلّ كؤوسا عطّلت بالرّاح ... ولا تطع فيها كلام لاحي
واشرب هنيئا واسقني يا صاح ... واذكر زمانا مرّ بالأفراح
هبّت به فيما مضى رياحي! ... أيام كنت أصحب الأكابرا
وأغتدي مع الرّماة سائرا ... ولا أزال بالغيار غائرا
إذا رأيت في المياه طائرا ... نحوته من سائر النّواحي!
فتارة كنت أصيد النّسرا ... وبعده العقاب يحكي الجمرا