سديد، ويتّفق بها كلّ توفيق تخلق الأيّام وهو جديد، ويختار لها أبرك طالع:
وكيف لا تكون البركة في ذلك الطّالع وهو السّعيد؟.
وذلك بأن المراحم الشريفة السلطانية أرادت أن تحصّن المجلس الساميّ بالإحسان المبتكر، وتفرده بالمواهب التي يرهف بها الحدّ المنتضى ويعظم الجدّ المنتظر، وأن ترفع من قدره بالصّهارة مثل ما رفعه صلّى الله عليه وسلّم من قدر صاحبيه: أبي بكر وعمر، فخطب إليه أسعد البريّة، وأمنع من تحميها السيوف المشرفيّة، وأعزّ من تسبل عليها ستور الصّون الخفيّة، وتضرب دونها خدور الجلال الرّضيّة، وتتجمّل بنعوتها العقود: وكيف لا؟ وهي الدّرّة الألفيّة؛ فقال والدها وهو الأمير المذكور: هكذا ترفع الأقدار وتزان، وكذا يكون قران السّعد وسعد القران!!!؛ وما أسعد روضا أصبحت هذه المراحم الشريفة السلطانية له خميلة!، وأشرف سيفا غدت منطقة بروج سمائها له حميلة!، وما أعظمها معجزة آتت الأولياء من لدنها سلطانا!، وزادتهم مع إيمانهم إيمانا! وما أفخرها صهارة يقول التوفيق لإبرامها: ليت!، وأشرفها عبوديّة كرّمت سلمانها بأن جعلته من أهل البيت «١» !.
وإذ قد حصلت الاستخارة في رفع قدر المملوك، وخصّصته بهذه المزيّة التي تقاصرت عنها آمال أكابر الملوك؛ فالأمر لملك البسيطة في رفع درجات عبيده كيف يشاء، والتّصدّق بما يتفوّه به هذا الإنشاء؛ وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب مبارك تحاسدت رماح الخطّ وأقلام الخطّ على تحريره، وتنافست مطالع النّوّار ومشارق الأنوار على نظم سطوره، فأضاء نوره