للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجلالة وأشرق، وهطل نوءه بالإحسان فأغدق، وتناسبت فيه أجناس تجنيس لفظ الفضل فقال الاعتراف: هذا ما تصدّق، وقال العرف: هذا ما أصدق مولانا السلطان: أصدقها ما ملأ خزائن الأحساب فخارا، وشجرة الأنساب ثمارا، ومشكاة الجلالة أنوارا، وأضاف إلى ذلك ما لولا أدب الشّرع لكان أقاليم ومدائن وأمصارا، فبذل لها من العين المصريّ ما هو باسم والدها قد تشرّف، وبنعوته قد تعرّف، وبين يدي هباته وصدقاته قد تصرّف.

وهذه نسخة صداق المقام الشّريف العالي السّيفيّ «أنوك» ، ولد السلطان الشّهيد الملك النّاصر «محمد بن قلاوون» على بنت المقرّ المرحوم السّيفيّ «بكتمر الساقي» . وكان العاقد قاضي القضاة جلال الدّين القزوينيّ، والقابل السلطان الملك الناصر والد الزّوج؛ وهي:

الحمد لله مسيّر الشّمس والقمر، وميسّر حياة كلّ شيء باتصال الرّوض بالمطر، ومبشّر المتّقين من دراريّ الذّراري بأسعد كوكب ينتظر، وأحمد عاقبة تهتزّ لها أعطاف عظماء الملوك على كبر، وتنجاب عن الأنجاب كما تتفتّح الأكمام عن الثّمر، الذي مدّ من الشّجرة المباركة الملوكيّة فروعا التفّت بعضها على بعض، ورفّت على من استظلّ بها فراقب السماء على الأرض.

نحمده على نعمه التي أطابت لنا جنى الغروس، وأطالت منا منى النّفوس، وأطافت بملوكنا حتّى مدّت لسؤالهم الأيدي وخضعت لأمرهم الرّؤوس، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نتّخذها عصمة نافعة، ونعمة لحسن العاقبة جامعة، ورحمة تبارك على أئمّتنا وعلى أبنائهم البدور الطالعة، والأنوار الساطعة، والبروق اللامعة، والغيوث الهامعة، والسّيول الدّافعة، والسّيوف القاطعة، والأسود التي هي عن حرم حضرتها مانعة، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أزان من تمسك له بحسب،

<<  <  ج: ص:  >  >>