«وكذلك عرض عليّ فلان» ، أو:«عرض عليّ وكتبه فلان» : إما رياسة وتأبّيا عن شغل فكره وكدّ نفسه فيما يكتبه، وإما عجزا عن مضاهاة من يكتب معه.
وقد اخترت أن أضع في هذا المحلّ ما وافق الصنعة، وجرى على أسلوب البلاغة.
فمن ذلك ما كتب به الشيخ الإمام العلّامة، لسان العرب، وحجّة الأدب، بدر الدين محمد بن أبي بكر المخزوميّ المالكيّ «١» للنّجل النبيل الذي تنتهي الألقاب ولا نهاية لمناقبه، شهاب الدّين أبي العباس أحمد ابن سيدنا الفقير إلى الله تعالى، ذي الأوصاف التي تكلّ شبا الألسن عن حدّها، شمس الدّين أبي عبد الله محمد العمريّ الشافعي، حين عرض عليه «عمدة الأحكام»«٢» للحافظ عبد الغنيّ، و «شذور الذّهب» للشيخ جمال الدّين بن هشام، في رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة؛ وهو:
أما بعد حمد الله على كرمه الذي هو عمدتنا في النّجاة يوم العرض وناهيك بها عمدة، وسندنا الذي لا يزال لسان الذّوق يروي حديث حلاوته عن «صفوان بن عسّال» من طريق «شهدة»«٣» والصلاة والسّلام على سيدنا محمد الذي أحيا بروح سنّته الشريفة كلّ من جاء ومن ذهب، وأعربت كلماته النّفيسة عن عقود الجوهر و «شذور الذّهب» وعلى آله وصحبه الذين