للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق يغتاله معتزما، والتحف الليل لا يهابه مظلما، فو الله ما شبّهته إلا بظبية نافرة تحفزها «١» فتخاء شاغية «٢» ؛ فقال الرجل: فادع الله وسله أن يحشر معك هذا البغل يوم القيامة، قال: ولم؟ قال: ليجيزك الصّراط بطفرة «٣» .

وكانت امرأة تأكل الطّين فحصل لها بسببه إسهال مرضت منه، وكان لها ولد يتكلم بالغريب، فكتب رقاعا وطرحها في المسجد الجامع بمدينة السّلام فيها:

صين امرؤ ورعي، دعا لامرأة إنقحلة مقسئنّة «٤» قد منيت بأكل الطّرموق «٥» فأصابها من أجله الاستمصال «٦» أن يمنّ الله عليها بالاطرغشاش «٧» . فكل من قرأ رقعته، دعا عليه ولعنه ولعن أمّه.

وحكى محمد بن أبي المغازي «٨» الضبي عن أبيه قال: كان لنا جار بالكوفة لا يتكلم إلا بالغريب، فخرج إلى ضيعة له على حجر معها مهر فأفلتت، فذهبت ومعها مهرها فخرج يسأل عنها، فمرّ بخيّاط فقال: يا ذا النّصاح «٩» وذات السّمّ «١٠» ، الطاعن بها في غير وغّى لغير عدى، هل رأيت الخيفانة القبّاء «١١» يتبعها الحاسن المسرهف «١٢» ؟ كأنّ غرّته القمر الأزهر، ينير في حضره كالخلّب الأجرد؟ فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>