للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت، فقالت لى عمتى، حين سمعت تكبيرى: خيبك الله! والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت! فقلت لها: أى عمة، هو والله أخ موسى بن عمران، وعلى دينه، بعث بما بعث به. فقالت: أى ابن أخى، أهو النبى الذى كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة؟ فقلت لها: نعم. فقالت: فذاك إذن. قال: ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت، ثم رجعت إلى أهل بيتى، فأمرتهم فأسلموا.

وكان من حديث مخيريق، وكان حبرا عالما، وكان رجلا غنيّا كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته، وما يجد فى علمه، وغلب عليه إلف دينه، فلم يزل على ذلك، حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال: يا معشر يهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال:

لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه،

فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، وعهد إلى من وراءه من قومه: إن قتلت هذا اليوم، فأموالى لمحمد صلى الله عليه وسلم يصنع فيها ما أراه الله. فلما اقتتل الناس، قاتل حتى قتل، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مخيربق خير يهود.

وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أمواله

، فعامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منها.

وكان حيى بن أخطب، وأخوه أبو ياسر بن أخطب، من أشد يهود

<<  <  ج: ص:  >  >>