وَقاتِلُوهُمْ أمر بالقتال لكل مشرك فى كل موضع، على من رآها ناسخة، ومن رآها غير ناسخة. قال: المعنى: قاتلوا هؤلاء الذين قال الله فيهم فَإِنْ قاتَلُوكُمْ.
وعلى الأول، فهو أمر بقتال مطلق لا بشرط أن يبدأ الكفار.
حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أي كفر، وهذا يعنى أن سبب القتال هو الكفر.
فَإِنِ انْتَهَوْا عن الكفر، اما بالإسلام، أو بأداء الجزية، فى حق أهل الكتاب.
فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ سمى ما يصنع بالظالمين عدوانا، من حيث هو جزاء عدوان، إذ الظلم يتضمن العدوان، فسمى جزاء العدوان عدوانا.
نزلت فى عمرة القضية وعام الحديبية، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم خرج معتمرا حتى بلغ الحديبية فى ذى القعدة سنة ست، فصده كفار قريش عن البيت فانصرف، ووعده الله أنه سيدخله، فدخله سنة سبع وقضى نسكه.
وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ الحرمات جمع حرمة، وانما جمعت الحرمات لأنه أراد حرمة الشهر الحرام، وحرمة البلد الحرام، وحرمة الإحرام، والحرمة: ما منعت من انتهاكه. والقصاص: المساواة. أي اقتصصت لكم منهم إذ صدوكم سنة ست فقضيتم العمرة سنة سبع.
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ، عموم متفق عليه، اما بالمباشرة ان أمكن، واما بالحكام.