التجويد حلية القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها، وردّ الحرف إلى مخرجه وأصله، وتلطيف النطق به على كمال هيئته، من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف، وإلى ذلك
أشار، صلّى اللَّه عليه وسلم:«من أحبّ أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»
يعنى ابن مسعود، وكان رضى اللَّه عنه. قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن.
وقد عدّ العلماء القراءة بغير تجويد لحنا، فقسموا اللحن إلى: جلىّ. وخفى.
فاللحن: خلل يطرأ على الألفاظ فيخل، إلا أن الجلىّ يخل إخلال ظاهرا يشترك فى معرفته علماء القراءة وغيرهم، وهو الخطأ فى الإعراب.
والخفىّ: يخلّ إخلالا يختص بمعرفته علماء القراءة، وأئمة الأداء الذين تلقوه من أفواه العلماء. وضبطوه من ألفاظ أهل الأداء.
وقاعدته ترجع إلى كيفية الوقف، والإمالة، والإدغام، وأحكام الهمز، والترقيق، والتفخيم، ومخارج الحروف.
وأما الترقيق، فالحروف المستقلة كلها مرققة لا يجوز تفخيمها، إلا (اللام) من اسم اللَّه، بعد فتحة أو ضمة إجماعا، أو بعد حروف الإطباق، إلا (الراء) المضمومة أو المفتوحة مطلقا، أو الساكنة فى بعض الأحوال.
والحروف المستعلية كلها مفخمة لا يستثنى منها شىء فى حال من الأحوال.