للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي أرسلنا نوحا بأنى لكم نذير، والمعنى: أرسلناه ملتبسا بهذا الكلام، وهو قوله إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ.

[سورة هود (١١) : الآيات ٢٦ الى ٢٨]

أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨)

٢٦- أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ:

أَنْ لا تَعْبُدُوا بدل من إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أي أرسلناه بأن لا تعبدوا إلا الله.

أو تكون أَنْ مفسرة متعلقة بقوله أَرْسَلْنا أو بقوله نَذِيرٌ.

يَوْمٍ أَلِيمٍ وصف اليوم بقوله أَلِيمٍ من الاسناد المجازى لوقوع الألم فيه.

٢٧- فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ:

الْمَلَأُ الأشراف.

ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا تعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأن الله لو أراد أن يجعلها فى أحد من البشر لجعلها فيهم.

مِنْ فَضْلٍ من زيادة شرف علينا تؤهلكم للنبوة.

بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ فيما تدعونه.

٢٨- قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ:

أَرَأَيْتُمْ أخبرونى.

إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ على برهان.

مِنْ رَبِّي وشاهد منه يشهد بصحة دعواى.

وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ بإيتاء البينة على أن البينة فى نفسها هى الرحمة.

ويجوز أن يريد بالبينة: المعجزة، وبالرحمة: النبوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>