[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٤ الى ٨]
قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧) وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (٨)
٤- قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ:
يَعْلَمُ الْقَوْلَ سره وجهره.
فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ أي لا يخفى عليه شىء فيهما وما كانت نجواهم لتغيب عن سمعه وعلمه.
٥- بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ:
أَضْغاثُ أَحْلامٍ أخلاط كالأحلام المختلطة، أي أهاويل رآها فى المنام.
بَلِ افْتَراهُ بل اختلقه، لما رأوا أن الأمر ليس كما ادعوا أولا انتقلوا الى هذا الادعاء الثاني.
كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ أي كما أرسل موسى بالعصا وغيرها من الآيات.
٦- ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ:
أي إنهم، أعنى من الذين اقترحوا على أنبيائهم الآيات، وعاهدوا أنهم يؤمنون عندها، فلما جاءتهم نكثوا وخالفوا، فأهلكهم الله، فلو أعطيناهم ما يقترحون لكانوا أنكث.
٧- وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ:
أَهْلَ الذِّكْرِ أي أهل الكتاب كى يعلموهم أن رسل الله الموحى إليهم كانوا بشرا ولم يكونوا ملائكة كما اعتقدوا.
٨- وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ:
لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ صفة لقوله جَسَداً. والمعنى: وما جعلنا الأنبياء عليهم السلام قبله ذوى جسد غير طاعمين.
وَما كانُوا خالِدِينَ أي يموتون كما نموت.