للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٣ الى ٥]

وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (٣) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٥)

٣- وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ:

فِي السَّماواتِ متعلق بمعنى اسم الله، كأنه قيل: وهو المعبود فيها، أو هو المعروف بالإلهية أو المتوحد بالإلهية فيها، أو هو الذي يقال له: الله فيها لا يشرك به فى هذا الاسم.

ويجوز أن يكون اللَّهُ فِي السَّماواتِ خبرا بعد خبر، على معنى:

أنه الله، وأنه فى السماوات والأرض. بمعنى أنه عالم بما فيهما لا يخفى عليه منه شىء، كأن ذاته فيهما.

يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ إن أردت أنه المتوحد بالإلهية كان هذا تقريرا له، لأن الذي استوى فى علمه السر والعلانية هو الله وحده.

وكذا إذا جعلت فِي السَّماواتِ خبرا بعد خبر.

وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنى: هو يعلم سركم وجهركم.

وقد يكون خبرا ثالثا.

وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ من الخير والشر، ويثيب عليه ويعاقب.

٤- وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ:

مِنْ آيَةٍ من، للاستغراق.

مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ من، للتبعيض.

أي: وما يظهر لهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر والاستدلال إلا كانوا عنه معرضين، تاركين للنظر، لا يلتفتون إليه ولا يرفعون به رأسا، لقلة خوفهم وتدبرهم للعواقب.

٥- فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:

فَقَدْ كَذَّبُوا مردود على كلام محذوف، كأنه قيل: إن كانوا معرضين عن الآيات فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها، وهو الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>