يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ أي جميع ما يأتون ويذرون، مما قدموا وأخروا، بعين الله.
وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ورعاية منهم للعبودية لا يسألون شفاعة الا لمن ارتضاه الله لأن يشفع له.
وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وهم مع هذا من خوف الله وجلون.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٢٩ الى ٣١]
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٢٩) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣٠) وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١)
٢٩- وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ:
كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ أي كما نجزى من ادعى أنه إله النار كذلك نجزى الظالمين الواضعين الألوهية والعبادة فى غير موضعهما.
٣٠- أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ:
كانَتا رَتْقاً على تقدير موصوف، أي كانتا شيئا رتقا، أي إن السماء كانت لاصقة بالأرض لافضاء بينهما.
فَفَتَقْناهُما ففصل ما بينهما.
٣١- وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ:
رَواسِيَ جبالا ثابتة.
أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ أي لئلا تميد بهم، فحذف (لا) واللام، أي لئلا تضطرب بهم.
فِجاجاً فى موضع الحال، وفجاجا، أي واسعة. وإذا تقدم الوصف على الموصوف وقع حالا.
سُبُلًا طرقا. أي إنه حين خلقها خلقها على تلك الصفة. ولو تأخرت الصفة كما فى قوله تعالى لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً لكان المراد أنه جعل فيها طرقا واسعة.