للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦١ الإيجاز والإطناب]

هما من أعظم أنواع البلاغة حتى قيل: البلاغة هى الإيجاز والإطناب. وكما أنه يجب على البليغ فى مظانّ الإجمال أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه فى موارد التفصيل أن يفصل ويشبع.

والإيجاز هو أداء المقصود بأقل من عبارة المتعارف.

والإطناب أداؤه بأكثر. منها لكون المقام خليقا بالبسط. الإيجاز التعبير عن المراد بلفظ غير زائد، والإطناب بلفظ أزيد. وقيل: إن المنقول من طرق التعبير عن المراد تأدية، أصله، إما بلفظ مساو للأصل المراد، أو ناقص عنه واف، أو زائد عليه لفائدة. والأول المساواة، والثانى الإيجاز، والثالث الإطناب.

واحترز بواف عن الإخلال، وبقولنا لفائدة عن الحشو، وهو أن المساواة والإيجاز والاختصار بمعنى واحد، وقال بعضهم: وقيل: الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإيجاز.

والإطناب، قيل: بمعنى الإسهاب.

والحق أنه أخص منه، فإن الإسهاب التطويل لفائدة أو لا لفائدة، والإيجاز قسمان: إيجاز قصر، وإيجاز حذف.

فالأول هو الوجيز بلفظه.

وقيل: الكلام القليل إن كان بعضا من كلام أطول منه فهو إيجاز حذف، وإن كان كلاما يعطى معنى أطول منه فهو إيجاز قصر. وقيل: إيجاز القصر هو تكثير المعنى بتقليل اللفظ.

وقيل: هو أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة، وسبب حسنه أنه يدل على التمكن فى الفصاحة، ولهذا

قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «أوتيت جوامع الكلم» .

(م ١٥- الموسوعة القرآنية- ج ٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>