وهو استيفاء المتكلم أقسام الشىء بحيث لا يغادر شيئا، كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فاطر: ٣٢، فإنه لا يخلو العالم جميعا من هذه الأقسام الثلاثة: إما ظالم نفسه، وإما سابق مبادر إلى الخيرات، وإما مقتصد فيها، وهذا من أوضح التقسيمات وأكملها.
(٣٧) التكرار- وانظر: القصة:
وهو إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنى، خشية تناسى الأول لطول العهد به، فإن أعيد لا لتقرير المعنى السابق لم يكن منه، وفوائده:
١- زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ليكمل تلقى الكلام بالقبول، ومنه قوله تعالى:
٢- إذا طال الكلام وخشى تناسى الأول أعيد ثانيا، تطرية له وتجديدا العهده، كقوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ البقرة: ٨٩، فهذا تكرار للأول، لأن «لما» لا تجيء بالفاء.
٣- فى مقام التهويل والتعظيم، كقوله تعالى: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ القارعة: ١ ٤- فى مقام الوعيد والتهديد، كقوله تعالى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر: ٦، ٧، ذكر «ثم» فى المكرر دلالة على أن الإنذار الثانى أبلغ من الأول، وفيه تنبيهه على تكرر ذلك مرة بعد أخرى، وإن تعاقبت عليه الأزمنة لا يتطرق إليه تغيير بل هو مستمر أبدا.