لِلْفُقَراءِ الجار والمجرور متعلق بمحذوف، والمعنى: اعمدوا الفقراء، واجعلوا ما تنفقون للفقراء. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي صدقاتكم للفقراء.
الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي الذين أحصرهم الجهاد، أي حبسوا ومنعوا عن التصرف فى معايشهم مخافة العدو.
لا يَسْتَطِيعُونَ لاشتغالهم بالجهاد.
ضَرْباً فِي الْأَرْضِ أي سعيا فى الأرض للكسب.
يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أي يخالهم من لا علم له بحالهم.
أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ أي مستغنين من أجل تعففهم عن المساءلة.
تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ أي من صفرة الوجه ورثاثة الحال.
لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً الالحاف: الإلحاح، وهو اللزوم، وأن لا يفارق الا بشىء يعطاه، أي ان سألوا سألوا بتلطيف ولم يلحوا.
وقيل: هو نفى للسؤال والالحاف جميعا.
ويقال: انهم هم أصحاب الصفة، وكانوا نحوا من أربعمائة رجل من مهاجرى قريش، لم يكن لهم مساكن فى المدينة ولا عشائر، وكانوا يخرجون فى كل سرية يبعثها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكانوا فى صفة المسجد، أي سقيفته، يتعلمون القرآن بالليل ويرضخون النوى بالنهار فمن كان عنده فضل أتاهم به إذا أمسى.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ٢٧٤ الى ٢٧٥]
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥)
٢٧٤- الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ:
بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة لحرصهم على الخير فكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضاءها ولم يؤخروه ولم يتعللوا بوقت ولا حال.
٢٧٥- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ