للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة البقرة (٢) : الآيات ١٨٩ الى ١٩٠]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩) وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠)

١٨٩- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ:

عَنِ الْأَهِلَّةِ الأهلة، جمع هلال، وجمع وهو واحد فى الحقيقة من حيث كونه هلالا واحدا فى شهر، غير كونه هلالا فى آخر، فانما جمع أحواله من الأهلة. ويريد بالأهلة: شهورها. وقد يعبر بالهلال عن الشهر لحوله فيه.

قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ تبيين لوجه الحكمة فى زيادة القمر ونقصانه، وهو زوال الاشكال فى الآجال والمعاملات والأيمان والحج والعدد والصوم والفطر الى غير ذلك من مصالح العباد.

والمواقيت، جمع ميقات، وهو الوقت، وقيل: منتهى الوقت.

والحج، بالفتح، مصدر، وبالكسر: الاسم. وأفرد بالذكر لأنه مما يحتاج فيه الى معرفة الوقت، وأنه لا يجوز النسيء فيه عن وقته.

وَلَيْسَ الْبِرُّ اتصل هذا بذكر مواقيت الحج لاتفاق ونوع القضيتين فى وقت السؤال عن الأهلة، وعن دخول البيوت من ظهورها، فنزلت الآية فيهما جميعا، وكان الأنصار إذا حجوا وعادوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم.

وقد قيل: ان الآية خرجت مخرج التنبيه من الله تعالى على أن يأتوا البر من وجهه، وهو الوجه الذي أمر الله تعالى به، فذكر إتيان البيوت من أبوابها مثلا ليشير به الى أن نأتى الأمور من مأتاها الذي ندبنا الله تعالى اليه.

١٩٠- وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>