فَعُمِّيَتْ فخفيت.
وعلى الوجه الأول فى تفسير البينة والرحمة فالسياق ظاهر.
وأما على الوجه الثاني فحقه أن قال: فعميتا، والوجه أن يقدر:
فعميت، بعد البينة، وأن يكون حذفه للاقتصار على ذكره مرة.
أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ أي: أنكرهكم على قبولها ونقسركم على الاهتداء بها، وأنتم تكرهونها ولا تختارونها.
[سورة هود (١١) : الآيات ٢٩ الى ٣١]
وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١)
٢٩- وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ:
لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ الضمير فى قوله عَلَيْهِ راجع الى قوله إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ الآيتان: ٢٥، ٢٦.
إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ أي انهم يلاقون الله فيعاقب من طردهم، أو انهم مصدقون بلقاء ربهم موقنون به عالمون أنهم ملاقوه لا محالة.
قَوْماً تَجْهَلُونَ تتسافهون على المؤمنين وتدعونهم أراذل. أو تجهلون بلقاء ربكم، أو تجهلون أنهم خير منكم.
٣٠- وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ:
مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ من يمنعنى من انتقامه.
إِنْ طَرَدْتُهُمْ وكانوا يسألونه أن يطردهم ليؤمنوا به، أنفة من أن يكونوا معهم على سواء.
٣١- وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ:
وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ معطوف على عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أي لا أقول عندى خزائن الله ولا أقول: أنا أعلم الغيب.