[سورة يوسف (١٢) : الآيات ٥٥ الى ٥٩]
قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٧) وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٥٩)
٥٥- قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ:
اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ ولنى خزائن أرضك.
إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ أمين أحفظ ما تستحفظنيه، عالم بوجوه التصرف.
٥٦- وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ:
وَكَذلِكَ ومثل ذلك التمكين الظاهر.
مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فى أرض مصر.
يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ أي كل مكان أراد أن يتخذه منزلا ومتبوأ له.
بِرَحْمَتِنا بعطائنا فى الدنيا من النعم.
مَنْ نَشاءُ من اقتضت الحكمة أن نشاء له ذلك.
وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ أن نأجرهم فى الدنيا.
٥٧- وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ:
وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وإن ثوابه فى الآخرة لأفضل.
لِلَّذِينَ آمَنُوا لمن صدقوا به وبرسله.
وَكانُوا يَتَّقُونَ وكانوا يراقبونه ويخافون يوم الحساب.
٥٨- وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ:
مُنْكِرُونَ لم يعرفوه لأنهم خلفوه حدثا.
٥٩- وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ:
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ أصلحهم بعدتهم، وهى عدة السفر من الزاد وما يحتاج اليه المسافرون وأوقر ركائبهم بما جاءوا من الميرة.
خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ خير المضيفين، لأنه أحسن ضيافتهم مأخوذ من النزل، وهو الطعام، أو خير من نزلتم عليه من المأمونين، من المنزل، وهو الدار.