المسألة الأولى: قال اللَّه تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقال: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال.
القول الأول، وهو الأصح الأشهر: أنه نزل سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجما فى عشرين سنة، أو ثلاثة وعشرين، أو خمسة عشرين، على حسب الخلاف فى مدة إقامته صلّى اللَّه عليه وسلم بمكة بعد البعثة.
القول الثانى: أنه نزل إلى سماء الدنيا فى عشرين ليلة قدر، وثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين فى كل ليلة ما يقدر اللَّه إنزاله فى كل السنة، ثم أنزل بعد ذلك منجما فى جميع السنة.
القول الثالث: أنه ابتدىء إنزاله فى ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما فى أوقات مختلفة من سائر الأوقات.
والذى استقرىء. من الأحاديث الصحيحة وغيرها ان القرآن كان ينزل بحسب الحاجة، خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل، وقد صح نزول العشر آيات فى قصة الإفك جملة، وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنين جملة، وصح نزول: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وحدها، وهى بعض آية، وكذا قوله: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً إلى آخر الآية، نزلت بعد نزول أول الآية وذلك بعض آية.