فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فى إمضاء أمرك على الأرشد والأصلح، فإن ما هو أصلح لك لا يعلمه إلا الله، لا أنت ولا من تشاور.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٦٠ الى ١٦٢]
إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠) وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦١) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢)
١٦٠- إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ:
إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ كما نصركم يوم بدر.
فَلا غالِبَ لَكُمْ فلا أحد يغلبكم.
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ كما خذلكم يوم أحد.
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ فهذا تنبيه على أن الأمر كله الله، وعلى وجوب التوكل عليه.
مِنْ بَعْدِهِ أي من بعد خذلانه.
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أي: وليخص المؤمنون ربهم بالتوكل، والتفويض إليه، لعلمهم أنه لا ناصر سواه ولأن إيمانهم يوجب ذلك ويقتضيه.
١٦١- وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ:
وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ أي وما صح له ذلك، يعنى أن النبوة تنافى الغلول، وهو الأخذ فى خفية.
يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ أي يأت بالشيء الذي غله بعينه يحمله.
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أي يعدل بينهم فى الجزاء، كل جزاؤه على قدر كسبه.
١٦٢- أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:
فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ أي بترك الغلول، والصبر على الجهاد.
كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ أي بكفر أو غلول، أو تول عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فى الحرب.